28

مارس

2024

زي النهاردة / جلاء آخر جندى إنجليزي عن الأراضى المصرية

في مثل هذا اليوم - ( 18 يونيو 1956 )

, أحداث سياسية

أخر تحديث 25 اغسطس 2015

 

عيد الجلاء مناسبة تحتفل بها في مصر وهو تاريخ جلاء آخر جندى إنجليزي عن الأراضى المصرية في 18 يونيو 1956 نتيجة اتفاقية الجلاء بين مصر وإنجلترا.
قد كان صمود الشعب المصري سبباً في هذا العيد.

وقع مصطفى النحاس باشا معاهدة الصداقة و التحالف بين مصر و بريطانيا عام 1936 حيث حددت المعاهدة انسحاب القوات البريطانية من أراضي مصر كلها وتمركزها في منطقة قناة السويس وحدها وفي المقابل فرضت على مصر عدة التزامات إذا تعرضت تجاه بريطانيا إذا تعرض القنال للخطر.
قامت الحرب العالمية الثانية و أصبح روميل ثعلب الصحراء على أبواب مصر فتم تفعيل شروط المعاهدة التي فرضت على مصر أعباء باهظة أثناء الحرب وقد وعدت بريطانيا مصطفى النحاس بالجلاء الكامل عن مصر بعد الحرب مكافأة لها على الإلتزام بتعهداتها.

انتهت الحرب و تلكأت بريطانيا كالعادة في الإنسحاب من القناة وقامت حرب فلسطين فاضطر المصريون لتأجيل مطالبهم للإنجليز بالإنسحاب لحين نهاية الحرب.
انتهت الحرب بكارثة عسكرية للجيش المصري وزاد التوتر السياسي في مصر فاضطر الملك فاروق للدعوة لانتخابات برلمانية اكتسحها حزب الوفد وتولى مصطفى النحاس رئاسة الوزراء مرة أخرى وحاول التفاوض مع الانجليز في البداية لكنهم رفضوا الانسحاب من القناة.
أعلن مصطفى النحاس يوم 8 أكتوبر 1951 إلغاء معاهدة 1936 وقال "من أجل مصر وقعتها ومن أجل مصر ألغيها" وأعلن أن وجود القوات البريطانية في منطقة القناة أصبح غير شرعي و أن الحكومة المصرية لم تعد مسئؤولة عن حمايتهم وأعلن عن دعم الحكومة للفدائيين في منطقة القناة وبذلك اندلعت الحرب لتحرير منطقة القناة ضد الانجليز "انتهت بتوقيع معاهدة الجلاء عام 1954".

بدأ المسلحون من الضباط الأحرار والإخوان و حركة حديتو "الشيوعيين" والحزب الوطني و حزب مصر الفتاة شن حرب عصابات ضد الإنجليز في منطقة القناة مدعومين من الحكومة المصرية وكانت الخسائر البريطانية نتيجة العمليات الفدائية فادحة خاصة في الفترة الأولى وكذلك فإن انسحاب العمال المصريين من العمل في معسكرات الإنجليز أدى إلى وضع القوات البريطانية في منطقة القناة في حرج شديد و حينما أعلنت الحكومة عن فتح مكاتب لتسجيل أسماء عمال المعسكرات الراغبين في ترك عملهم مساهمة في الكفاح الوطني سجل 90000 عاملاً أسماءهم في الفترة من 16 أكتوبر 1951 وحتى 30 نوفمبر 1951.

كان رد الإنجليز عنيفا للغاية فقاموا بإعادة مدن القناة وفي صباح يوم الجمعة 25 يناير 1952 استدعى القائد البريطاني بمنطقة القناة البريجادير أكسهام ضابط الإتصال المصري وسلمه إنذارًا بأن تسلم قوات البوليس المصرية بالإسماعيلية أسلحتها للقوات البريطانية ورفضت المحافظة الإنذار البريطاني وأبلغته إلى وزير الداخلية فؤاد سراج الدين الذي أقر موقفها وطلب منها الصمود و عدم الإستسلام فقام الإنجليز بإقتحام مدينة الإسماعيلية وحاصرت الدبابات و المصفحات البريطانية مبنى المحافظة بسبعة آلاف جندي بريطاني مزودين بالأسلحة ومدافع الميدان بينما كان عدد الجنود المصريين المحاصرين لا يزيدون على 800 في الثكنات و80 في المحافظة لايحملون غير البنادق واستخدم البريطانيون كل ما معهم من الأسلحة في قصف مبنى المحافظة وقاوم الجنود المصريون حتى نفدت آخر طلقة معهم بعد ساعتين من القتال وسقط منهم خمسون شهيدًا وأصيب نحو ثمانين آخرين وتم أسر الآخرين وقد أدى القائد الإنجليزي التحية العسكرية لهم تقديرا لصمودهم.

و في اليوم التالي 26 يناير 1952 انتشرت أخبار الحادثة في القاهرة واستقبل المصريون تلك الأنباء بالغضب و السخط وخرج الطلاب الغاضبون من الجامعات للمظاهرات و انضم لهم رجال الشرطة الغاضبين مما حدث لزملائهم في الإسماعيلية وفي أثناء ذلك اندلع حريق القاهرة.
حريق القاهرة هو حريق كبير اندلع في 26 يناير 1952 في عدة منشأت في مدينة القاهرة عاصمة مصر في خلال ساعات قلائل التهمت النار نحو 700 محل وسينما وكازينو وفندق ومكتب ونادي في شوارع وميادين وسط المدينة.

قرر مصطفى النحاس مواجهة الموقف بإعلان الأحكام العرفية في جميع أنحاء البلاد ووقف الدراسة في المدارس والجامعات إلى أجل غير مسمى وأعلن نفسه حاكمًا عسكريًا عامًا في نفس الليلة فأصدر قرارًا بمنع التجول في القاهرة والجيزة من السادسة مساءً حتى السادسة صباحًا وأصدر أمرًا عسكريًا بمنع التجمهر واعتبار كل تجمع مؤلف من خمسة أشخاص أو أكثر مهددًا للسلم والنظام العام يعاقب من يشترك فيه بالحبس .

قام الملك فاروق بإقالة رئيس الوزراء مصطفى النحاس بسبب ما اعتبره عجزا عن السيطرة على الأوضاع في البلاد فهدأت الحرب قليلا مع الإنجليز لكن إزداد التوتر و السخط السياسي في البلاد حتى قام الضباط الأحرار بثورة يوليو 1952 فاشتعلت الحرب مرة أخرى ضد الإنجليز وكانت هذه المرة بتخطيط من رجال المخابرات المصرية بقيادة زكريا محي الدين واضطر الإنجليز في النهاية لتوقيع معاهدة الجلاء من مصر عام 1954 وخرج آخر جندي انجليزي من مصر في 18 يونيو 1956 "عيد الجلاء".

أضف تعليق