ديسمبر
2024
أحد ابرز السياسيين المصريين في القرن العشرين، تولي منصب رئيس وزراء مصر ورئيسا لمجلس الامة وساعد علي تأسيس حزب الوفد وعمل زعيماً له من 1927م إلي 1952 عندما تم حل الحزب.
ولد مصطفي محمد سالم النحاس "مصطفي النحاس باشا" سنة 1876م في مدينة سمنود محافظة الغربية وتعلم بمدرسة الناصرية ثم الخديوية الثانوية وتخرج في مدرسة الحقوق وعين قاضيا بالمحاكم الاهلية وخدم بالسلك القضائي فترة طويلة.
في يوم 8 من أكتوبر عام 1951 وقف مصطفي النحاس باشا علي منصة مجلس النواب وقد احتشدت القاعة بالنواب والشيوخ الذين حضروا ليستمعوا للبيان الذي سيلقيه رئيس الحكومة.
حيث تحدث النحاس باشا شارحاً تفاصيل المفاوضات التي أجرتها حكومته مع الجانب البريطاني لتحقيق الجلاء عن مصر وتوحيد شطري الوادي مصر والسودان تحت التاج الملكي إلي أن قال
" حضرات الشيوخ والنواب المحترمين: لقد انقضي وقت الكلام وجاء وقت العمل، العمل الدائب المنتج الذي لا يعرف ضجيجاً أو صخباً بل يقوم علي التدبير والتنظيم وتوحيد الصفوف لمواجهة جميع الاحتمالات وتذليل كل العقبات وإقامة الدليل علي ان شعب مصر والسودان ليس هو الشعب الذي يٌكره علي مالا يرضاه أو يسكت عن حقه في الحياه.
أما الخطوات العملية التالية فستقفون علي كل خطوة منها في حينها القريب، وإني لعلي يقين من أن هذه الأمة الخالدة ستعرف كيف ترتفع إلي مستوي الموقف الخطير الذي تواجهه متذرعة له بالصبر والإيمان والكفاح وبذل أكرم التضحيات في سبيل مطلبها الاسمي.
يا حضرات الشيوخ والنواب المحترمين: من أجل مصر وقعت المعاهدة سنة 1936 ومن أجل مصر أطالبكم اليوم بإلغائها."
كانت هذه المقتطفات من خطاب النحاس باشا وقد زلزل إلغاء المعاهدة كيان بريطانيا فقد إجتمع في اليوم التالي هربرت موريسون وزير خارجية بريطانيا بكل مستشاري الوزارة وحضر الاجتماع بريان روبرتسون قائد القوات البرية في الشرق الأوسط وأصدر الوزير بياناً يحتج فيه علي إلغاء المعاهدة وأعلن الجنرال روبرتسون أنه سيطير إلي القاعدة البريطانية في القنال وفي مصر طلب السفير البريطاني من القواد البريطانيين لجيش الاحتلال الاجتماع به في نفس اليوم في الإسكندرية واستمر الاجتماع حتي منتصف الليل.
ألغت الحكومة البريطانية الإجازات لجميع قوات جيش الاحتلال وفي الخرطوم طافت دبابات الجيش البريطاني في الشوارع لإرهاب السودانيين فقابلوها بالهتافات بسقوط الاحتلال وتعتبر هذه هي الثورة المصرية الثانية بعد ثورة 1919.
أضف تعليق