اكتوبر
2024
الداعية الإسلامي الهندي السيد أحمد خان هو من أكبر رجال الإصلاح الإسلامي في القرن التاسع عشر الميلادي ومؤسس جامعة عليكرة بالهند. نشأ في أسرة كان لها اتصال وثيق بالملوك المغول الذين حكموا الشبه القارة الهندية قبل الاحتلال البريطاني. ألّف العديد من الكتب ردّ فيها على بعض المغرضين من المستشرقين ودعى فيها إلى تجديد الفكر الإسلامي وله آراء تفرد بها. وتثير بعض أفكاره الحرة واجتهاداته الجريئة الجدل إلي اليوم بين مؤيّد ومكفّر. بصفة عامة قد إتسمت نظرته للدين بالسماحة واليسر وعمق النظر.
عندما لاحظ السيد أحمد خان تدني وضع المسلمين المادي والمعنوي ونظر إلى انعدام كفاءتهم المعرفية وغياب أهليتهم الحضارية للحصول على حقوقم من المستعمر البريطاني تأكد أن الخطيئة مرتكَبة من الضحية لا من الجاني وأنه لا يمكن ردّ حق أول من يهدره هم أهله. فألزم نفسه بالابتعاد عن التحريض السياسي وتهييج الناس والرمي بهم عرضة للبطش الإنجليزي وللمزيد من تردي أحوالهم. ابتعد عن كل ذلك ليكرس عمله للتربية ولتعليم وتهذيب النفوس باللأخلاق العالية وتنوير العقول بالعلوم والمعارف. هذه هي "اللعنة السياسية" التي تحدث عنها الإمام محمد عبده وهذا هو المبدأ الإصلاحي الذي بلوره في ما بعد المفكر المصلح الجزائري مالك بن نبي وما بات يعرف بقابلية الاستعمار.
أضف تعليق