اكتوبر
2024
فى مثل هذا اليوم من عام 1630 توفى يوهانز كيبلر (27 ديسمبر 1571 - 15 نوفمبر 1630) وهو عالم رياضيات وفلكي وفيزيائي ألماني. كان أول من وضع قوانين تصف حركة الكواكب بعد اعتماد فكرة الدوران حول الشمس كمركز لمجموعة الكواكب من قبل كوبرنيك وجاليلي.
كان كيبلر مساعداً تيكو براه Tycho Brahe حيث كان يعمل معه في مرصده، وبذلك ورث كيبلر جميع الإنجازات الرصدية لتيكو براه فعكف على دراسة مسار كوكب المريخ محاولاً وضع نموذج هندسي لحركة هذا الكوكب حول الشمس. فما لبث أن اكتشف أن نموذج المسار الإهليجي (وليس الدائري) يحقق النتائج الأرصادية بدقة كبيرة، بحيث تقع الشمس في إحدى بؤرتي الإهليج.
كما اهتم كيبلر بدراسة ظاهرة انكسار الضوء وأعطى قانونها الثاني، وبرع في الرياضيات بشكل كبير، واستطاع بمهارته الرياضية أن يقترب من تحقيق حساب التفاضل والتكامل.
إن قوانين كيبلر هي التي هَدَت العالم الإنجليزي إسحاق نيوتن إلى اكتشاف قانون التجاذب الكوني (قانون الجذب العام) حيث بينت قوانين كيبلر أن هناك قوة تجاذبية بين الكواكب، حيث قال نيوتن: "إن ما قمت به من اكتشافات كان فوق أكتاف كثير من العمالقة، وكيبلر هو واحد من هؤلاء العمالقة".
ثم استطاع كيبلر تعميم استنتاجه على مسارات الكواكب السيارة الأخرى بما في ذلك الأرض، فاتضحت الصورة عنده فوضع كيبلر قانونه الأول الذي يقرر بأن "كل كوكب يدور في مدار إهليجي حول الشمس تقع الشمس في إحدى بؤرتيه".
ثم راجع كيبلر دراسة سرعة الكواكب في مداراتها فوجد أن سرعتها تتغير من موقع إلى آخر بحسب بعدها أو قربها من البؤرة التي تقع فيها الشمس ، لكنه اكتشف أن "ان الخط الواصل بين الكوكب و الشمس يكون مساحات متساوية في أزمنة متساوية" وهذا يعني أن سرعة الكواكب تتزايد كلما اقتربت من الشمس، وسمي هذا (قانون كيبلر الثاني).
ثم قام كيبلر بحساب أقطار هذه المدارات. ولما كانت أشكالها الصحيحة إهلجية وليست دائرية لذلك فلها محورين مختلفين ، ومركز الإهليج هو النقطة التي تقع عند تقاطع المحورين . ويسمى نصف المحور الأكبر Semi-major axis بينما يسمى نصف المحور الأصغر Semi-minor axis وبعد دراسة وتحليل نتائج الرصد تبين له أن "مربع زمن دورة الكوكب حول الشمس تتناسب تناسباً طردياً مع مكعب نصف المحور الكبير" وسمي هذا الاكتشاف (قانون كيبلر الثالث).
وصفت هذه القوانين الثلاثة المتكاملة حركة الكواكب حول الشمس وفق المنظور الجديد القائل بمركزية الشمس بشكل أصبحت فيه الحسابات تطابق الأرصاد الفلكية إلى درجة كبيرة، بذات الوقت الذي فسرت فيه الحركات التراجعية للكواكب دون ما حاجة إلى وجود أفلاك التدوير. توفى كيبلر فى الخامس عشر من نوفمبر عام 1630 فى الثامن والخمسين من عمره.
أضف تعليق