اكتوبر
2024
نهاد وديع حداد المشهورة باسم فيروز مغنية لبنانية من بيروت. شكلت مع زوجها الراحل عاصي الرحباني وأخوه منصور الرحباني المعروفين بالأخوين رحباني ثورة في عالم الموسيقى والغناء العربي. ولدت في إحدى قرى قضاء الشوف في محافظة جبل لبنان وكانت عائلتها فقيرة فانتقلت لتعيش في بيت بسيط في منطقة زقاق البلاط في بيروت وهي صغيرة. اشتهرت منذ صغرها بغنائها بين أفراد العائلة وفي بدأت عملها الفني في عام 1940 كمغنية كورس في الإذاعة اللبنانية وكانت انطلاقتها الجدية عام 1952 عندما بدأت الغناء لعاصي الرحباني وكانت الأغاني التي غنتها في ذلك الوقت تملأ كافة القنوات الإذاعية وبدأت شهرتها في العالم العربي منذ ذلك الوقت.
تزوجت من عاصي وأنجبت منه زياد عام 1956 ثم هالي عام 1958 وهو مقعد ثم ليال عام 1960 وأخيراً ريما عام 1965. قدم الأخوين رحباني معها المئات من الأغاني التي أحدثت ثورة في الموسيقى العربية وذلك لتميزها بقصر المدة وقوة المعنى على عكس الأغاني العربية السائدة في ذلك الحين والتي كانت تمتاز بالطول كما إنها كانت بسيطة التعبير حيث غنت الحب والأطفال وللقدس لتمسكها بالقضية الفلسطينية وللحزن والفرح والوطن والأم وقدم عدد كبير من هذه الأغاني ضمن مجموعة مسرحيات من تأليف وتلحين الأخوين رحباني وصل عددها إلى خمس عشرة مسرحية تنوعت مواضيعها بين نقد الحاكم والشعب وتمجيد البطولة والحب بشتى أنواعه.
غنت لعديد من الشعراء والملحنين ومنهم ميخائيل نعيمة بقصيدة تناثري والرؤساء وفي أغلب المهرجانات الكبرى في العالم العربي. أطلق عليها عدة ألقاب منها "سفيرتنا إلى النجوم" الذي أطلقه عليها الشاعر سعيد عقل للدلالة على رقي صوتها وتميزه. بعد وفاة زوجها عاصي عام 1986 خاضت تجارب عديدة مع مجموعة ملحنين ومؤلفين من أبرزهم فلمون وهبة وزكي ناصيف لكنها عملت بشكل رئيسي مع ابنها زياد الذي قدم لها مجموعة كبيرة من الأغاني أبرزت موهبته وقدرته وقد أصدرت خلال هذه المرحلة العديد من الألبومات من أبرزها "كيفك انت" و"فيروز في بيت الدين 2000" وكانت البداية لسلسلة حفلات حظيت بنجاح منقطع النظير لما قدمته من جديد على صعيد التوزيع الموسيقي والتنوع في الأغاني بين القديمة والحديثة وكان ألبوم ولا كيف عام 2001 كان آخر ما قدمته من ألبومات عديدة.
غنت "فيروز" للقمر وللبنات والصبيان والثلج والدروب والضيعة والحبيب والأزهار والوحدة لكن أكثر غنائها كان للوطن وللعودة إلى هذاالوطن فغنت للقدس وبيروت ومصر والكويت ومكة المكرمة وبغداد كما غنت للسماء وملائكتها وللعذراء والمسيح ولمسرى الرسول الكريم "صلى الله عليه وسلم".
كانت فيروز تحب الغناء منذ صغرها إلا أن الأسرة لم تكن تستطيع شراء جهاز "راديو" فكانت تجلس إلى شباك البيت لتسمع صوته السحري قادمًا من بعيد حاملا أصوات "أم كلثوم" و"عبد الوهاب" و"أسمهان" و"ليلى مراد". في حفلة المدرسة التي أقيمت عام 1946 أعلن الأستاذ "محمدفليفل" عن اكتشافه الجديد ألا وهو صوت "فيروز". رفض الأب المحافظ فكرة الأستاذ "فليفل" بأن تغني ابنته أمام العامة لكن الأخير نجح في إقناعه بعد أن أكد له أنها لن تغني سوى الأغاني الوطنية فوافق الأب مشترطا أن يرافقها أخوها "جوزيف" في أثناء دراستها في المعهد الوطني للموسيقى والذي كان يرأسه "وديع صبرة" مؤلف الموسيقى الوطنية اللبنانية والذي رفض تقاضي أية مصروفات من كل التلاميذ الذين أتوا مع "فليفل".
انضمت فيروز إلى فرقة الإذاعة الوطنية اللبنانية بعد دخولها المعهد بشهور قليلة وتتذكر تلك الأيام فتقول "كانت أمنيتي أنأغني في الإذاعة وقد أخبروني أنني سوف أتقاضى مبلغ 100 ليرة -21 دولارًا- في الشهر فكانت فرحتي لا توصف لكن في نهاية الشهر لم أكن محظوظة كفاية بسبب خصم الضريبة".
اسم شهرتها اختارته نهاد حداد لنفسها حين قابلت الملحن الكبير حليم الرومي والد المطربة "ماجدة الرومي" والذي كان أول من لحن لها حيث غنت أولى أغنياتها الخاصة بها وهي "تركت قلبي و طاوعت حبك" من كلمات ميشيل عوض وهنا خيرها حليم بين أحد اسمي شهرة كان ثانيهما "شهرزاد".
قدمت "فيروز" خمس عشرة مسرحية هي: "جسر القمر" و"الليل والقناديل" و"بياع الخواتم" و"أيام فخر الدين" و"هالةوالملك" و"الشخص" و"جبال الصوان" و"يعيش يعيش" و"صح النوم" و"ناس من ورق" و"ناطورة المفاتيح" و"المحطة" و"لولو" و"ميس الريم" و"بترا".
حفلاتها تجاوزت الخمسين منذ أيام الحصاد 1957 وحتى دبي 2002 متنقلة بين كافة أرجاء المعمورة وفي 1993 تبكي "فيروز" لأول مرة وهي تغني "لا تخافي، سالم غفيان مش بردان". في الثمانينيات بدأت الحرب الأهلية اللبنانية لكن فيروز قررت البقاء في بيروت حتى بعد أن دمر أحد الصواريخ منزلها وقد تعمدت فيروز ألا تغني في سنوات الحرب حتى لا يعد هذا انحيازا إلى أي حزب وبعد أن انتهت الحرب أقامت حفلة في ساحة الشهداء عام 1994.
أضف تعليق