اكتوبر
2024
في مثل هذا اليوم من عام 43 ق.م. توفي الفيلسوف الروماني شيشرون Cicerone وكان كاتباً ويعتبر من أعظم خطباء روما كما كان رجل دولة و محامي وقنصل. إنتاجه الضخم يعتبر نموذجاً مرجعياً للتعبير اللاتيني الكلاسيكي ولحسن الحظ قد وصلنا جزء كبير منه. وقد أثارت شخصيتة الكثير من الجدل والآراء المتضاربة وخاصة في الجانب السياسي من حياته فهو أحياناً مثقف تائه في وسط سيء وفي بعض الأحيان ثري إيطالي صاعد في روما وأحيناً أخري انتهازي متقلب و"أداة طيعة في يد الملكية" و"متملق لبومبي ثم سيزار" بحسب ثيودور مومسين وجيروم كاركوبينو، ولكنه أيضا بحسب بيير كريمال الجسر الذي عبره وصلنا جانب من الفلسفة اليونانية.
ولد في 3 يناير من عام 106 ق.م. وكان ينتمي لأسرة من طبقه الفرسان وتأثر بآراء أفلاطون وأرسطو حيث حاول اتباع أفلاطون في تخيله للمدينة الفاضله التي يسودها نظام الملكيه الجمعيه العامه كما كان يميل نحو آراء أرسطو حول أن المجتمع يرجع الي غريزه الإنسان الاجتماعيه أكثر من ميله للرأي الذي قال ان قيام المجتمعات يقوم بسبب شعور الإنسان بالضعف إذا عاش ف عزله. وكان طالباً شديد الذكاء وقد جذب تعليمه انتباه روما كلها وقد سنحت له الفرصة لدراسة القانون الروماني تحت يد كوينتس موسياس سكافولا Quintus Mucius Scaevola.
وعلى الرغم من أنه كان خطيباً بارعاً ومحامياً ناجحاً أعتقد شيشرون أن حياته السياسية كانت أهم انجاز له. خلال فترة خدمته كقنصل حاولت مؤامرة كاتلاين Catiline الإطاحة الحكومة من خلال هجوم على المدينة بمساعدات من بعض القوى خارجية ولكن شيشرون قام بقمع التمرد بإعدام خمسة من المتآمرين بدون محاكمة عادلة. تميز النصف الأخير من القرن الأول الميلادي بالفوضي والحروب الأهلية وديكتاتورية جايوس يوليوس قيصر Gaius Julius Caesar ولكن شيشرون حارب ضده وقام بمناصرة الحكم الجمهوري التقليدي. وبعد وفاة يوليوس قيصر شيشرون أصبح عدواً لماركوس أنتونيوس Marcus Antonius في الصراع على السلطة الذي أعقب ذلك فقام شيشرون بالهجوم عليه بسلسلة من الخطب. وخلال حكم تريومفيراتوس الثاني أو الثلاثية الثانية Second Triumvirate -وهو التحالف السياسي الرسمي من إثر اغتيال يوليوس قيصر- أصبح شيشرون عدواً للدولة وتم أغتياله في 7 ديسمبر 43 ق.م.
أضف تعليق